911775
911775
العرب والعالم

أصداء دولية متباينة حول قرار ترامب فرض قيود على دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة

28 يناير 2017
28 يناير 2017

الأمم المتحدة تدعو واشنطن الى الاستمرار في استقبالهم -

عواصم - (رويترز - أ ف ب) - سجاد أميري: أعقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردود أفعال دولية متباينة حيث دعت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة إدارة الرئيس الأمريكي إلى الاستمرار في إتاحة فرصة اللجوء للفارين من الصراعات والاضطهاد في بلادهم وشددتا على أهمية البرنامج الأمريكي لإعادة التوطين.

وقالت المفوضية والمنظمة في بيان مشترك «لم تكن احتياجات اللاجئين والمهاجرين حول العالم في أي وقت أكبر مما هي عليه الآن.

والبرنامج الأمريكي لإعادة التوطين من أهم البرامج في العالم.»

وقالت مفوضية اللاجئين ومنظمة الهجرة إنهما ما زالتا ملتزمتين بالعمل مع الإدارة الأمريكية لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في تطبيق «برامج آمنة ومضمونة لإعادة التوطين والهجرة.»

وأضافتا «نحن نؤمن بقوة بضرورة تلقي اللاجئين معاملة متساوية فيما يتعلق بالحماية والمساعدة وفرص إعادة التوطين بغض النظر عن الدين أو الجنسية أو العرق.»

وقالتا إن أماكن الإيواء التي يوفرها كل بلد للاجئين المعرضين للخطر -وبعضهم تتطلب حالته علاجا طبيا خاصا ليس متوافرا في أول بلد يحلون به- بالغة الأهمية.

ويشارك أكثر من 30 بلدا في البرنامج الذي يبدأ بتمحيص من جانب مفوضية اللاجئين.

وعبرت المفوضية والمنظمة عن الأمل «في أن تواصل الولايات المتحدة دورها القيادي القوي وعهدها في حماية الفارين من الصراعات والاضطهاد.»

وقالت مفوضية اللاجئين إنه تم توطين حوالي 25 ألف لاجئ في الولايات المتحدة في الفترة من أكتوبر إلى نهاية العام وفق برنامج المفوضية لإعادة توطين أكثر اللاجئين عرضة للخطر.

وقالت فانينا مايستراسي المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين في إفادة صحفية إن مجموعة من الوكالات الاتحادية الأمريكية تشارك في العملية التي تنطوي على فحوص مكثفة لخلفيات المتقدمين بطلبات اللجوء.

وأضافت «أعتقد أن من الإنصاف القول بأن اللاجئين القادمين للولايات المتحدة من أكثر الأفراد خضوعا للفحوص لدى دخول البلاد.»

كما دعت الامم المتحدة الرئيس الامريكي دونالد ترامب أمس الى الاستمرار في استقبال اللاجئين في بلاده والامتناع عن التمييز على اساس العرق او الجنسية او الدين.

في السياق اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أمس بعد لقائه نظيره الالماني سيجمار جابرييل في باريس ان قرارات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وخصوصا فرضه قيودا على دخول اللاجئين للولايات المتحدة تثير «قلق» فرنسا وألمانيا.

وقال ايرولت ان «استقبال اللاجئين الفارين من الحرب يشكل جزءا من واجباتنا.

علينا ان ننظم انفسنا لضمان حصول ذلك في شكل متساو وعادل ومتضامن»، لافتا الى دور اوروبا الاساسي في مواجهة تدفق اللاجئين السوريين. وسئل تحديدا عن القيود المشددة التي اعلنها ترامب الجمعة في شأن الهجرة ودخول اللاجئين فأجاب في حضور نظيره الالماني «هذا القرار لا يمكن الا ان يثير قلقنا».

وتدارك ايرولت «لكن مواضيع اخرى كثيرة تثير قلقنا. لهذا السبب تبادلنا الاراء، سيجمار وأنا، حول ما سنقوم به».

وأضاف «سنتواصل مع نظيرنا (الامريكي) ريكس تيلرسون حين يتم تعيينه لمناقشة (الموضوع) بندا بندا وإقامة علاقة واضحة»، لافتا الى انه سيدعو نظيره الامريكي المقبل الى باريس.

ولم يصادق مجلس الشيوخ حتى الآن على تعيين الوزير الجديد.

وشدد ايرولت على الحاجة الى «الوضوح والانسجام والحزم عند الضرورة للدفاع في الوقت نفسه عن اقتناعاتنا وقيمنا ورؤيتنا للعالم ومصالحنا الفرنسية والألمانية والأوروبية».

وردا على سؤال لفرانس برس حول قرارات ترامب التي تحد من الهجرة، قال متحدث باسم المفوضية الاوروبية أمس «لن تعلق المفوضية» ولكن «دعوني اذكركم بالملاحظات التي ابداها رئيس المفوضية (جان كلود) ينكر مرارا لجهة ان اوروبا ستبقى مفتوحة امام جميع من يفرون من النزاعات المسلحة والرعب بمعزل عن ديانتهم». ويقوم الاشتراكي الديمقراطي سيجمار جابرييل الذي عين الجمعة وزيرا للخارجية خلفا لفرانك فالتر شتاينماير، بزيارته الرسمية الاولى لباريس.

وكرر الوزيران اهمية الدور الفرنسي-الالماني في الكتلة الاوروبية التي تواجه «اكبر تحد لها منذ عقود» في ضوء بريكست وتصاعد التيار القومي. وبحث الوزيران الازمات الدولية الكبرى.

من جهته، اعلن الرئيس الايراني حسن روحاني أمس ان زمن بناء الجدران بين الدول «انقضى»، وذلك في انتقاد ضمني لترامب من دون ان يسميه. وقال روحاني في كلمة اعيد بثها عبر التلفزيون الرسمي «لم نعد اليوم في عصر بناء الجدران بين الدول. لقد نسوا (المسؤولون الامريكيون) ان جدار برلين سقط قبل بضع سنوات». وأضاف «علينا ازالة الجدران بين الشعوب. لم يعد العالم اليوم مكانا لتكثيف الفوارق بين الامم».

في المقابل أشاد الرئيس التشيكي ميلوس زيمان أمس بالاجراءات المتشددة والقيود التي اعلنها نظيره الامريكي دونالد ترامب على الهجرة، معتبرا ان الأخير يسعى لضمان امن شعبه.

وكتب جيري اوفكاشيك المتحدث باسم الرئيس على موقع تويتر ان «الرئيس الامريكي ترامب يحمي بلاده، فهو مهتم بأمن مواطنيه.

وهو تماما ما لا تفعله النخبة في الاتحاد الاوروبي». وأضاف اوفكاشيك ان «امن المواطنين التشيكيين هو اولوية.لدينا الآن حلفاء في الولايات المتحدة». ولطالما عبر زيمان، اليساري المقرب من روسيا والمؤيد لترامب، عن رفضه استقبال مهاجرين مسلمين في بلاده. وكان الرئيس التشيكي اعتبر العام الماضي ان «استقبال مهاجرين مسلمين يصعب دمجهم على اراضينا يعني توفير تربة خصبة (لتنفيذ) هجمات ارهابية محتملة».

وتعد مسألة الهجرة من القضايا الابرز في الاوساط السياسية في تشيكيا رغم ان معظم المهاجرين يتفادون التوجه الى الدولة الشيوعية سابقا والتي اصبحت عضوا في الاتحاد الاوروبي، مفضلين عليها الدول الاكثر ثراء في غرب اوروبا.

وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب أصدر أمس الأول قرارا تنفيذيا يعلق قدوم اللاجئين ويفرض قيودا مشددة على المسافرين من سبع دول. وأعلن ترامب ان القرار الذي كان من الوعود التي قطعها في حملته الانتخابية يهدف الى حماية الولايات المتحدة من «الارهابيين المتطرفين». وصرح ترامب بعد ان وقع القرار الذي اثار استنكار المنظمات الحقوقية في البنتاغون «هذا امر ضخم».

ويحمل القرار عنوان «حماية الأمة من دخول ارهابيين اجانب الى الولايات المتحدة».

ينص المرسوم على تعليق برنامج استقبال اللاجئين بالكامل لمدة 120 يوما على الاقل ريثما يتم اتخاذ اجراءات تدقيق جديدة اكثر صرامة. وتابع ان هذه الاجراءات «ستضمن ان من سيحصلون على الموافقة لاستقبالهم كلاجئين لا يشكلون تهديدا للأمن والرفاه في الولايات المتحدة».

كما يمنع المرسوم اللاجئين السوريين تحديدا من دخول الولايات المتحدة الى اجل غير مسمى او الى ان يقرر الرئيس انهم لم يعودوا يشكلون اي خطر. في تلك الاثناء لن يتم اصدار اي تأشيرات دخول لمدة تسعين يوما لمهاجرين او مسافرين من سبع دول هي ايران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن.

اجراءات تدقيق قصوى

خلال فترة تعليق برنامجي التأشيرات واللاجئين، سيتم تحديد قواعد جديدة لما اشار اليه ترامب بأنه «اجراءات تدقيق قصوى» في سيرة مقدمي طلبات الدخول. وأضاف انه ستكون هناك استثناءات لبعض افراد «اقليات دينية» ما يمكن ان يعني بالنظر الى الدول المشمولة بالحظر معاملة افضل للمسيحيين.

ونددت المجموعات المدافعة عن حقوق الانسان والعديد من خبراء مكافحة الارهاب بالاجراءات التي تصنف ضحايا النزاعات في الخانة نفسها مع المتطرفين الذين يهددونهم.

وعلق انتوني روميرو المدير التنفيذي للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ان «اجراءات التدقيق القصوى- مجرد تعبير للتمييز ضد المسلمين». وتابع روميرو ان القرار الذي يحدد دولا اسلامية دون سواها انما يشكل انتهاكا للدستور الأمريكي الذي يحظر التمييز على اساس الدين.

اما احمد رحاب مدير شيكاغو في مجمع العلاقات الامريكية الاسلامية فقال ان مجموعته ستلجأ الى القضاء لمحاربة القرار «بدون تهاون».

وتابع رحاب ان القرار «يستهدف اشخاصا على اساس دينهم وأصلهم وليس على اساس سجلهم الإحرامي او شخصيتهم».

واعربت ملالا يوسفزاي الناشطة الباكستانية وحائزة جائزة نوبل للسلام التي تعرضت لاطلاق نار من قبل حركة طالبان في رأسها في عام 2012 عن «حزنها العميق».

وحضت ملالا ترامب على عدم التخلي عن «الأطفال والأسر الأكثر ضعفا» في العالم.

الا ان الاجراء سيلقى تأييدا في اوساط القاعدة القومية لترامب ولو انه لم يتضمن حظرا على دخول كل المسلمين الى الولايات المتحدة وهو ما كان هدد به ترامب خلال حملته الرئاسية.

يدافع انصار ترامب عن الاجراء بأنه ضروري لمنع تغلغل مؤيدين لتنظيمي القاعدة او داعش الى الولايات المتحدة مستغلين برامج استقبال اللاجئين.

واعلنت وزارة الخارجية التي سيتعين عليها تطبيق هذه الاجراءات مع وزارة الامن الداخلي انها مستعدة للقيام بذلك على الفور.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر «سنعلن عن اي تغييرات تتعلق بالمسافرين الى الولايات المتحدة بمجرد ان تتوافر المعلومات لذلك».

وتابع تونر «نحن نتحمل مسؤوليتنا لحماية الشعب الامريكي على محمل الجد ولا نزال على التزامنا بمساعدة الاكثر ضعفا في العالم».

اعادة بناء القوات المسلحة

وقع ترامب القرار التنفيذي الذي سيقلص عدد اللاجئين الذين تعتزم الولايات المتحدة استقبالهم في هذه السنة المالية من 110 آلاف الى 50 الفا، خلال مراسم في البنتاجون.

وقبيل ذلك، وقع قرارا لـ«اعادة بناء» القوات الامريكية المسلحة قبل ان يؤدي وزير الدفاع الجديد الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس اليمين امام نائب الرئيس مايك بنس.

وكان ترامب اعلن في وقت سابق انه سيلتزم برأي ماتيس المعارض لاستخدام التعذيب او وسائل الاستجواب القاسية مع انه واثق بفعاليتها.

وكان ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بأن يرفع عدد قطع الاسطول الامريكي في غضون السنوات المقبلة الى 350 سفينة وغواصة، علما بأن مشروع ادارة اوباما كان يقضي برفع الاسطول من 274 سفينة وغواصة حاليا الى 310 قطع.

كما وعد ترامب بزيادة عدد الطائرات الحربية وكذلك ايضا عديد الجنود في سلاح البر الذي يعتبر اكبر فروع الجيش الامريكي.

ويعتبر الجمهوريون ان الاقتطاعات التي لحقت بالموازنة العسكرية على مدى السنوات الماضية في عهد اوباما، اضافة الى الأعباء الضخمة التي تحملها الجيش بسبب حربي العراق وأفغانستان، ادت الى تراجع قدراته ما يتطلب من الادارة الجديدة استثمارات ضخمة في الجيش لاستعادة تفوقه العسكري.

وكان ماتيس قال أمام مجلس الشيوخ في جلسة الاستماع لتثبيته في منصبه «اعتقد ان علينا ان نجري عملية استعادة مستوى بعد سنوات كثيرة من الاستخدام المفرط لمعداتنا».